لكل متيم في الحب حال

لكل متيمٍ في الحب حالُ

فلا تعجب إذا اختلف المقالُ

ولا تسل الخليّ وسل شجيّا

رمتهُ الأعين النجلُ الكحالُ

فكم لاحٍ يلوم وليس يدري

وحقك ما الغرم وما الجمالُ

بروحي من بني الأتراك ظبياً

تلاعب بين عطفيه الدلالُ

يميس بقده تيهاً ويرنو

بالحاظٍ هي السحر الحلالُ

زها في وجنتيه الورد حسناً

وازهر في محياه الهلالُ

تولع في الصدود على نفارٍ

ولا عجبٌ إذا نفر الغزالُ

واشهر أسوداً من ادعجيه

تحاذر فتكه البيض الصقالُ

ظلومٌ لا يراعي عهد صبٍّ

وفي خطيّ قامته اعتدالُ

يعللنا بوصلٍ ثم هجرٍ

ولا هجرٌ يدوم ولا وصالُ

ولم يك للجمال سواه أهلاً

كما أن الكمال له الكمالُ

فتى أملى البراعة من يمينٍ

على طرسٍ تقلبه الشمالُ

واطلع من ذكاه كل معنى

لهُ في كل نادرةٍ مآلُ

إذا هزّ اليراع أراك نثراً

عقود الغانيات لهُ مثالُ

سقتهُ منهل الآداب سحبٌ

وانهل غيره الآداب آلُ

أتى بصفاته الغرا طريقاً

سمت فيهِ المآثر والخلالُ

وزيّن بالبلاغة حسن لفظٍ

تغايره لرقته الشمالُ

اينبيءُ فضله إن سوف يأتي

لهُ من نائل العليا نوالُ

فيسمو رتبةً وينال مجداً

مديداً لا يزول ولا يزالُ

كمال الدين فيك كمال فضلٍ

ومنك لهُ وفاءٌ واكتمالُ

فدم واسلم تناديك المعالي

لأحسن ما يرام وما ينالُ