ما نزهة المرء إن سادت به الرتب

ما نزهة المرءِ إن سادت به الرتب

إلا البزاة التي في صيدها العجبُ

يقول خلخالها الفضي إذ تشبُ

أيلول وافى وحان الصيد فاصطحبوا

كواسراً تنشب الأظفار في العنقِ

فإنها للموالي خير ما قصدوا

وإن في الصيد معنى ذاقه الأسدُ

فلازموه فأوقات الهنا جدُدُ

وآل حجلان قد خضّبن فاعتمدوا

أسابراً تهتك المرجان بالحدقِ

بيض الصدور قويات الظهور فرت

أظفارها كل ذي جنح به ظفرت

فيا لهنَّ بزاة كالسهام سرت

من كل شهبا من القرناس قد ظهرت

منقوشة الصدر تسبي كل معتلقِ

مدوراً راسها غراءَ صافية

مدنراً ذيلها وقطاءَ باهية

جدلاءَ مصقولة الجنحين ساميةً

تقوم فوق يد البزدار زاهية

كأنها الصبح في ثوبٍ من الغسقِ

قصيرة الساق والمنسار ناضيةً

مخالباً كسيوف الهند ماضية

جيداءَ واسعة العرنين راضيةً

تلوح للعين إذ تنقضُّ بازبة

ضيا سوابقها كالبرق في الشفق

كم اغتنمنا بها يا صاح من فرصٍ

تنزه القلب عن همٍّ وعن غصصٍ

وكم لها عند أهل المجد من قصصٍ

تكرّان أرسلت يوماً على قنص

كأنها البدر منقضّاً من الأفق