يا نائيا وفؤاد الصب مأواه

يا نائيا وفؤاد الصبِّ مأواه

رفقا بمن أضرمت بالوجد أحشاهُ

وعامل الله في قلب غدا دنفا

قد بات يرعى حبيبا ليس يرعاه

كسا النوى بدني ثوب السقام وقد

نفى الحبيب منامي ورد ذكراه

معذبي بالهوى عطفا على كبد

اسير ايدي النوى والحب أغراه

دعاه يوم تنائينا الهوى فاتى

طوعا على عجل يسعى ولبّاه

لا آنس الله أيام العراق فقد

أودت بقلب فتى ذابت سويداه

حسبي الغرام الذي لا أرتضي أبداً

الّا المنام قرى والبين ولاه

استودع الله من بالطرف منزله

حبّا وان سار كان القلب مسراه

اني ولو بالنوى والهجر المفنى

قربا وبعدا على الحالين أهواه

سلوه ان يمنح المشتاق بعض كرى

لعلّ طيف خيال منه نقاه

لا آخذ الله عينيه بما فعلت

فالصبر ولى وهذا القلب يفداه

كيف السلو ولي عهد يذكرني

من الحبيب وداداً لست أنساه

سقا معاهد لبنان الحيا غدقا

وجاده من سحاب الجود أوفاه

لقد سما طوده بالأمن مفتخرا

والبرّ زينه والعدل انشاه

طابت مرابعه بالشيح واتشحت

من الخزامى بثوب الرند صحراه

وقام غصن النقا يهتز من طرب

لما شدت في رياض العز ورقاه

وفاح زهر الربى عرفا شذا عطرا

يا حبذا نشره الذاكي ورياه

وغار سوسنه من عين نرجسه

وقام ورد البها يزهو بسماه

ولؤلؤ الطل في جيد الأقاح حكى

ثغر الحبيب إذا افترّت ثناياه

والياسمين من النسرين في وله

يصافح البان لما اهتزّ عطفاه

يا حبذا بيت دين المجد ان له

عزّا تسامى على الأفلاك مبناه

طوبى لمن فاز في قرب ولثم ثرى

وعفر الخد في لألاء حصباه

ضائت بافق علاه الشهب وارتفعت

فوق الثريا ثريّاه وجوزاه

باهت محاسنه بالعز وافتخرت

كل المحاسن في أوصاف مولاه

أعني البشير الذي بالنصر جاء وقد

روى شهاب الثنا عن نور علياه

أميرنا الماجد المفضال من وكفت

للسائلين بسحب الجود كفاه

حوى المحامد من جود ومن كرم

وكل حسن تراه فهو معناه

ان قلت بحر فمن كفيه مندفق

أو قلت ليثٌ فإن الليث يخشاه

أو قلت فتكا فسل عنه السيوف وسل

جمع الصفوف تقل لا ضيغم الأمر

وحقه وهبات من يديه بدت

لنا وروضته الغنا ويمناه

ومجده ومعاليه وشيمته

وطيب أخلاقه الحسنى ونعماه

ما حلت عن حب من يبدي لنا دررا

في سلك شعر لسمعي ما أحيلاه

البارع الفاضل الندب الشهير أبو ال

نظم البديع فيا شوقي لرؤياه

مهذّب من بني الاتراك قد شهدت

لنظمه العرب لما استنطقوا فاه

كأنه بلبل الآداب حين شدا

نظما بليغا غدا قلبي معنّاه

لقد سما الأدب السامي بنور سنا

آدابه وعلا حسنا بانشاه

رعى المهيمن ذاك الخل أنّ له

بين الجوانح شوقا بتّ أصلاه

أخا الوداد أما من حيكم خبر

يشفي الذي كحلت بالسهاد عيناه

ويا خليلا على الأشواق مطلعا

كيف انثنيت لسهو ما عهدناه

كفى المتيم ان البين أتلفه

والصبر عز وداعي الشوق اضناه

بحق أيامنا اللائي سلفن لنا

وكاس صفو هناء قد رشفناه

رفقا بصبّ غدا بالحب ذا وصب

يا نائيا وفؤاد الصب مأواه