العصر الجاهلي

عَشية غادَرتُ الحَليس كَأَنَّه عَلى النَحرِ مِنهُ لون بُردٍ مَحبَّرِ جَمَعتُ له كَفّي بِلَدنٍ يَزينُهُ

لَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَن قَد فَرَرتُمُ وَلَم تَبتَدوها لِلمَعاشِرِ أَوَّلا فَكونوا كَداعٍ كَرَّةً بَعدَ فَرَّةٍ

لعَمْري لقد كانتْ جُلالَةُ أصبحتْ ضَنىً في الفراشِ ما تصرف حالا بِما قدْ أراها وهْيَ مُعْجِبةٌ لنا

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً بِحَزمِ الصَفا تَهفو عَلَيَّ جَنوبُ وَهَل آتِيَنَّ الحَيَّ شَطراً بُيوتِهِم

أبني نُجيح إن أمكم أمة وإن أباكمُ وَقبُ أكَلت خبيث الزاد فاتّخمت

أتاني عن أبي أنَسٍ وَعيدٌ ومَعصوبٌ تخبُّ به الركابُ وعِيدٌ تُخدجُ الآرامُ منهُ

قد قلتُ لما بَدتِ العقابُ وضمها والبدنَ الحِقابُ جِدّي لكلِّ عاملٍ ثوابُ

صَحا سكرٌ منه طويل بزينَبا تَعاقَبهُ لما استبانَ وَجرّبا وأحكمهُ شيبُ القَذالِ عن الصبا

غَدا فتيا دَهرٍ ومَرَّ عليهمُ نهارٌ وليلٌ يَلحقانِ القرائِبا إذا لَقيا حَيّا جميعا بغبطةٍ

هَل لِشبابٍ فات من مَطلب أم ما بُكاءُ البائسِ الأَشيبِ إلا الأضاليل ومن لا يَزَل