العصر الجاهلي

ياعَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مَسكوبِ كَلُؤلُؤٍ جالَ في الأَسماطِ مَثقوبِ إِنّي تَذَكَّرتُهُ وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ

َخَرقٍ كَأَنضاءِ القَميصِ دَوِيَّةٍ مَخوفٍ رَداهُ ما يُقيمُ بِهِ رَكبُ قَطَعتَ بِمِجذامِ الرَواحِ كَأَنَّها

سائِل فَوارِسَ يَربوعٍ بِشِدَّتِنا أَهَل رَأَونا بِسَفح القاعِ ذي الأَكَمِ أَهَل تَرَكتُ نَهيكاً فيهِ دامِيَةً

يا اِبنَ الشَريدِ عَلى تَنائي بَينِنا حُيِّيتَ غَيرَ مُقَبَّحٍ مِكبابِ فَكِهٌ عَلى خَيرِ الغِذاءِ إِذا غَدَت

أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني

تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ

أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت

لَهفي عَلى صَخرٍ فَإِنّي أَرى لَهُ نَوافِلَ مِن مَعروفِهِ قَد تَوَلَّتِ وَلَهفي عَلى صَخرٍ لَقَد كانَ عِصمَةً

أَنضختُ بِآطامِ المَدينَةِ أَربَعاً وَخَمساً يُغَنّي فَوقَها اللَيلُ طائِرُ فَلَمّا قَضى أَصحابُنا كُلَّ حاجَةٍ

إِلى كُلِّ قَومٍ سُلَّمٌ يُرتَقَى بِهِ وَلَيسَ إِلَينا في السَلاليمِ مَطلَعُ وَيَهرُبُ مِنّا كُلُّ وَحشٍ وَيَنتَهي