العصر الجاهلي

إِنَّ الزَمانَ وَما يَفنى لَهُ عَجَبٌ أَبقى لَنا ذَنَباً وَاِستُؤصِلَ الراسُ أَبقى لَنا كُلَّ مَجهولٍ وَفَجَّعَنا

أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ

لَقَد صَوَّتَ الناعي بِفَقدِ أَخي النَدى نِداءً لَعَمري لا أَبا لَكَ يُسمَعُ فَقُمتُ وَقَد كادَت لِرَوعَةِ هُلكِهِ

أَلا ما لِعَينَيكِ لا تَهجَعُ تُبَكّي لَوَ اِنَّ البُكاءَ يَنفَعُ كَأَنَّ جُماناً هَوى مُرسِلاً

إِنّا لَنُكثِرُ في قَيسٍ وَقائِعَنا وَفي تَميمٍ وَهَذا الحَيِّ مِن أَسَدِ وَعامِرَ بِنَ طُفَيلٍ قَد نَحَوتُ لَهُ

وَقالوا عامِرٌ سارَت إِلَيكُم بَأَلفٍ أَو بُكاً مِنهُ قَليلِ

وَأَسمَرَ مَرفوعٍ يَرى ما أَرَبتُهُ بَصيرٍ إِذا صَوَّبتُهُ بِالمَقاتِلِ

هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ

يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت

ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني