العصر الجاهلي

يَوما حَليمَةَ كانا مِن قَديمِهِمُ وَعَينُ باغٍ فَكانَ الأَمرُ ما اِئتَمَرا يا قَومُ إِنَّ اِبنَ هِندٍ غَيرُ تارِكِكُم

صِلُّ صَفاً لا تَنطَوي مِنَ القِصَر طَويلَةُ الإِطراقِ مِن غَيرِ خَفَر داهِيَةٌ قَد صَغُرَت مِنَ الكِبَر

وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ وَما وَداعُكَ مَن قَفَّت بِهِ العيرُ وَما رَأَيتُكَ إِلّا نَظرَةً عَرَضَت

ولا تَأمَنَن مِن مُبغِضٍ قُربَ دارِهِ ولا مِن مُحبٍّ أَن يَمَلَّ فَيبعُدا

وقَد دَخَلتُ عَلَى الحسناءِ كِلَّتَها بَعد الهُدُوءِ تَضيءُ كالصَّنَمِ يَنصفُها نُستُقٌ تَكادُ تُكرِمُهُم

ألا مَن مُبلِغُ النُّعمانَ عَنِّي فَبَينَا الَمرءُ أَغَربَ إذ أَراحا أَطعَتَ بَني بُقَيلَةَ في وِثاقي

حُمرَةٌ خَلطُ صُفرَةٍ في بَيَاضٍ مِثلَ ما حاكَ حائكٌ دِيَباجا

أَهاجَكَ مِن أَسماءَ رَسمُ المَنازِلِ بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَجاوِلِ أَرَبَّت بِها الأَرواحُ حَتّى كَأَنَّما

دَعاكَ الهَوى وَاِستَجهَلَتكَ المَنازِلُ وَكَيفَ تَصابي المَرءَ وَالشَيبُ شامِلُ وَقَفتُ بِرَبعِ الدارِ قَد غَيَّرَ البِلى

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ هَذا لَعَمرُكَ في المَقالِ بَديعُ لَو كُنتَ تَصدُقُ حُبَّهُ لَأَطَعتَهُ