العصر العباسي

يا من رأى نفسي موكلةً بهِ ورأى اللسانَ بذكرهِ مَشغولا انظر إليَّ برحمةٍ وتعطفٍ

ملَّ عمداً مظهراً لي مَللا بجَفائي أو تسلّي فَسلا وَثنى الطرفَ لكي يقتلني

أصبحتُ أوثرُ أهلَ اللومِ والعذلِ في حبِّ ذي غنجٍ بالحسنِ متصِلِ لو شاءَ يطلعُ شمساً من مَحاسنهِ

نامَ وَما في المنامِ فضلُ لِمن لهُ بالسهادِ شغلُ طالَ ملامُ العذولِ فيمن

مملكُ الحسنِ للهوى أهلُ يقبحُ في حبِّ مثلهِ العذلُ مثالُ نورٍ يمشي به غصنٌ

يا طولَ حسرةِ قلبٍ لا أعللهُ إلا بطولِ عتابٍ ليس يقبلُهُ عصى السلوَّ فأضحى لا يليقُ بهِ

هب ذُنوبي لما خلا لا تقسني بمن سَلا كان ذنباً به فكُن

ومُكتئِبِ الفُؤادِ بكَت لرحمتهِ عواذلُه أذابَ فؤادَهُ كَمداً

جفنٌ قريح وفتىً ناحلُ أرَّقَ عينيهِ هوىً قاتِلُ عالجَ من وجدٍ بهِ عِشرةً

عينٌ بطولِ البكاء موكلةُ وفي البكا للعيونِ مشغلة أذعنَ للشوقِ دَمعُ مقلتها