العصر الجاهلي

يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ وَلَم أَفقِد بِهِ إِذ فَقَدتُهُ أَمَما قَد كُنتُ في مَيعَةٍ أُسَرُّ بِها

إن أَكُ قَد أَقصَرتُ عَن طولِ رِحلَةٍ فَيا رُبَّ أَصحابٍ بَعَثتُ كِرامِ فَقُلتُ لَهُم سيروا فِدىً خالَتي لَكُم

أَرى جارَتي خَفَّت وَخَفَّ نَصيحُها وَحُبَّ بِها لَولا النَوى وَطُموحُها فَبيني على نَجمٍ شَخيسٍ نُحوسُهُ

خَليلَيَّ لا تَستَعجِلا أَن تَزَوَّدا وَأَن تَجمَعا شَملي وَتَنتَظِرا غَدا فَما لَبَثٌ يَوماً بِسابِقٍ مَغنَمٍ

نَأَتكَ أُمامَةُ إِلّا سُؤالاً وَإِلّا خَيالاً يُوافي خَيالا يُوافي مَع اللَيلِ ميعادُها

هَل عَرَفتَ الدِيارَ عَن أَحقابِ دارِساً آيُها كَخَطِّ الكِتابِ وَكَأَنّي لَمّا عَرَفتُ دِيارَ ال

وَمَولى ضَعيفِ النَصرِ ناءٍ مَحَلُّهُ جَشِمتُ لَهُ ما لَيسَ مِنّي جاشِمُه إِذا ما رَآني مُقبِلاً شَدَّ صَوتَهُ

أَمِن طَلَلٍ قَفرٍ وَمِن مَنزِلٍ عافِ عَفَتهُ رِياحٌ مِن مَشاتٍ وَأَصيافِ وَمَبرَكِ أَذوادٍ وَمَربَطِ عانَةٍ

إِنَّ قَلبي عَن تُكتَمٍ غَيرُ سالِ تَيَّمَتني وَما أَرادَت وِصالي هَل تَرى عيرَها تُجيزُ سِراعاً

أوَدّعكم وأودعُكم حياتي وأنثر دمعتي نثر الجمان وقلبي لا يريد لكم فراقاً