العصر الأندلسي

صَدّتْ وبدرُ التِّمّ مَكسوفٌ بِهِ فَحَسِبتُ أَنَّ كُسوفَهُ مَنْ صَدِّها والبدرُ قد ذهبَ الخسوفُ بنورِهِ

قَدَحَ المَشيبُ بِمَفرِقَيهِ زِنادَا لا يَستَطيعُ لِنارِهِ إِخمادَا وَثَنَت مَليحَاتُ التَلَفُّتِ سَلْوَةً

أنْكَرَتْ سُقْمَ مُذابِ الجَسَدِ وهوَ مِن جِنسِ عُيونِ الخُرُدِ وَبَكَتْ فَالدَّمْعُ في وَجنَتِها

ومُنغَمِسٍ في صِبغَةِ اللَّيل يَمْتَطي إِلى آجَلِ الآسادِ قَيْدَ الأَوابِدِ يُختِّمُ يُمناهُ قَبيعَةُ صَارِمٍ

للِفقرِ أهلٌ فَكُن لهمْ تبعَا واعملْ على حبّهم وخِدمِتهمْ إن عرفت نفسك النفيسة ما

وَرَاقِصَةٍ بِالسحرِ في حَرَكاتِها تُقيمُ بِهِ وَزْنَ الغِناءِ عَلى حَدّ مُنَغّمَةٌ أَلفاظَهَا بِتَرنُّمٍ

ومُودع في المَطايا لَسْعَةً حمَّةٍ فَيُزعِجُ الروحَ تعذيباً مِنَ الجَسَدِ يُغْشي السوامَ مَناقِيراً فَتَحسَبُها

تَنَهّدَ لمّا عَنّ سِرْبُ النواهِدِ على بُعْدِ عَهْدٍ بِالصّبا والمَعاهِدِ وَعَطْفُ قُلوبٍ من دُمَاها بِمَنطِقٍ

ومُضمَّنٍ راحاً يشفّ زُجاجُهُ عن ماءِ ياقوتٍ بدُرٍّ يُزْبِدُ جامٌ يجمِّعُ شربُهُ لذّاتِنا

هلْ أنتِ فاديَةٌ فؤادَ عميدِ من لوعةٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ أم أنتِ في الفَتَكاتِ لا تخشَينَ في