العصر الجاهلي

كَبِرتُ وَفارَقَني الأَقرَبونَ وَأَيقَنَتِ النَفسُ إِلّا خُلودا وَبانَ الأَحِبَّةُ حَتّى فَنوا

وَإِذا العَذارى بِالدُخانِ تَقَنَّعَت وَاِستَعجَلَت نَصبَ القُدورِ فَمَلَّتِ دَرَّت بِأَرزاقِ العِيالِ مَغالِقٌ

وَما عَيشُ الفَتى في الناسِ إِلّا كَما أَشعَلتَ في ريحٍ شِهابا فَيَسطَعُ تارَةً حَسَناً سَناهُ

كانَت قَناتي لا تَلينُ لِغامِزٍ فَأَلانَها الإِصباحُ وَالإِمساءُ وَدَعَوتُ رَبّي في السَلامَةِ جاهِداً

قَد سَأَلَتني بِنتُ عَمرٍو عَنِ ال أَرضِ الَّتي تُنكِرُ أَعلامَها لَمّا رَأَت ساتيدِما اِستَعبَرَت

شَكَوتُ إِلَيهِ أَنَّني ذو جَلالَةٍ وَأَنّي كَبيرٌ ذو عِيالٍ مُحَنَّبُ فَقالَ لَنا أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً

غَشيتُ مَنازِلاً مِن آل هِندٍ قِفاراً بُدِّلَت بَعدي عُفِيّا تُبينُ رَمادَها وَمَخَطَّ نُؤيٍ

ذَريني إنَّ أَمرَكِ لَن يُطاعا وما أَلفَيِتني حِلمي مُضاعا وما دَهري اطبَأَنَّكِ غيرَ أَنيِّ

يا رُبَّ مَن أَسفاهُ أَحلامُهُ أَن قيلَ يَوماً إِنَّ عَمراً سَكور إِن أَكُ مِسكيراً فَلا أَشرَبُ

تَحِنُّ حَنيناً إِلى مالِكٍ فَحِنّي حَنينَكِ إِنّي مُعالي إِلى دار قَومٍ حِسانِ الوُجوهِ