العصر الجاهلي

فَسائِل جَمعَنا عَنّا وَعَنهُم غَداةَ السَيلِ بِالأَسَلِ الطَويلِ أَلَم نَترُك سَراتَهُمُ عَيامى

بَلَوتُ الناسَ قَرناً بَعدَ قَرنٍ فَلَم أَرَ غَيرَ خَلّابٍ وَقالِ وَذُقتُ مَرارَةَ الأَشياءِ جَمعاً

فَرَدَّ عَلَيهِم وَالجِيادُ كَأَنَّها قَطاً سارِبٌ يَهوي هُوِيَّ المُحَجَّلِ بِداراتِ جُهدٍ أَو بِصاراتِ جُنبُلٍ

إِذا ما الدَهرُ أَبعَدَ أَو تَقَضّى رِجالَ المَرءِ أَوشَكَ أَن يُضاما

كَقُنفُذِ القِنِّ لا تَخفى مَدارِجُهُ خَبٌّ إِذا نامَ عِندَ الناسِ لَم يَنَمِ

خَليلانِ مُختَلِفٌ نَجرُنا أُحِبُّ العَلاءَ وَيَهوى السِمَن أُريدُ دِماءَ بَني مازِنٍ

بِمَناقِبٍ بيضٍ كَأَنَّ وُجوهَها زُهرٌ قُبَيلَ تَرَجُّلِ الشَمسِ رَفّوا كَمُنتَشِرِ الجَرادِ هَوَت

لَمّا رَأَت بُشرى تَغَيَّر لَونُها مِن بَعدِ بَهجَتِهِ فَأَقبَلَ أَحمَرا أَلوَت بِإِصبَعِها وَقالَت إِنَّما

كأَنَّ عمروَ بن ثَربى لَم يَعِش مَلِكاً وَلَم تكن حولَه الراياتُ تَختَفِقُ لاقى جَذيمةَ في جأواءَ مُشعَلةًٍ

أَعَرَفتَ رَسمَ الدارِ بالحُبسِ فأجارِعِ العَلَمَينِ فالطُلسِ فوقفتَ تَسألُ هامِداً كالكُحـ