العصر العباسي

كأنّ النجوم الزُهرَ في غَلَسٍ الدُجى سنا أوجُهِ العافينَ في سنة الردّ وقد أبطأت خيلُ الصباح كأنّها

ورياضٍ حاكت لهنَّ الثريّا حُلَلاً كان غَزلُها للرعودِ نَثَر الغيثُ دُرَّ دَمعٍ عليها

ومن خُرَّمٍ غضٍّ خلالَ شقائقٍ يلوحُ كخيلان على وردتي خَدِّ

أَوَ لَيسَ من احدى العجائب أنني فارقتُهُ وحييتُ بعد فراقهِ

إذا بانَ محبوبٌ وعاش محبُّهُ فذاك كذوبٌ في الهوى غيرُ صادقِ

أما ترى البرد قد وافَت عساكره وعَسكَرُ الحرِّ كيف انصاع منطلقا والأرض تحت ضَريب الثلج تحسبَها

إذا نامَتِ العينانِ من مُتَيَقِّظٍ تراخَت بلا شَكٍّ تشاريجُ فَقحَتِه فمن كانَ ذا عَقلٍ فَيَعذِرُ نائماً

كأنّ نجوم الليل في ظلماته ثغورُ بني حامٍ بَدَت للثات

كأنّ الدجى لمّا استنارت نجومُهُ رداءٌ مُوَشّى أو كتابٌ مُنَمَّقُ

كغصنٍ ثنته الريحُ عندَ اعتداله رياحٌ غوادٍ بالردى وروائحُ