العصر العباسي

سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها مُجَرَّدَةً تُضحي إِلَيكِ وَتَخصُرُ وَأَخلَيتِها مِن مُخِّها فَكَأَنَّها

وَأَسوَأُ أَيّامِ الفَتى يَومَ لا يرى بَها أَحداً يُزري عَلَيهِ وَيُنكِرُ

وَقائِلَةٍ وَالدَمعُ سَكبٌ مُبادِرٌ وَقَد شَرِقَت بِالماءِ مِنها المَحاجِرُ وَقَد أَبصَرَت حمّانُ مِن بَعدِ أُنسِها

فَاِثنوا عَلَينا لا أَباً لِأَبيكُمُ بإِحسانِنا إِنَّ الثناءَ هُوَ الخُلدُ

إِذا ما عَصَينا بِأَسيافِنا تَرَكنا الجَماجِمَ أَغمادَها

وَما رَوضَةٌ علوِيَّةٌ أَسدِيَّةٌ مُنَمنَمَةٌ زَهراءُ ذاتُ ثَرىً جَعدِ سَقاها النَّدى في غَفلَة الدَهرِ نَوءَها

لَن تحلب الشاةُ أَفاويقها أَو يَخلَع التيس عَلَيها الرَسَن فَاِحذَر عَلى ثَغرك مِن منعظ

كَأَنَّ بِفيها قَهوَة بابِلِيَّة بِماءِ سَماءٍ بَعدَ وَهنٍ مِزاجُها

فَو اللَهِ ما أَدري أَيَغلِبُني الهَوى إِذا جَدّ جَدُّ البَينِ أَم أَنا غالِبُه فَإِن أَستَطِع أَغلِب وَإِن يَغلبِ الهَوى

فَيا بَعلَ لَيلى كَم وَكَم بِأَذاتِها عَدِمتُكَ مِن بَعلٍ تُطيلُ أَذاتي بِنَفسي حَبيبٌ حالَ بابُكَ دونَهُ