العصر العباسي

مُكتَئِبٌ ذو كَبِدٍ حَرّى تَبكي عَلَيهِ مُقلَةٌ عَبرى يَرفَعُ يُمناهُ إِلى رَبِّهِ

لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ فَإِنّي لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ

ذَنبي إِلَيهِ خُضوعي حينَ أُبصِرُهُ وَطولُ شَوقي إِلَيهِ حينَ أَذكُرُهُ وَما جَرَحتُ بِطَرفِ العَينِ مُهجَتُهُ

إَذا ما رَأَيتَ اِبتِسامَ الأَمي رِ في الجَدبِ فَابشِر بِصوبِ المَطَر

لَهُ وَجَناتٌ في بَياضٍ وَحُمرَةٍ فَحافاتُها بيضٌ وَأَوساطُها حُمرُ رِقاقٌ يَجولُ الماءُ فيها كَأَنَّها

وَقُمتُ أُداري الدّمعَ وَالقَلبُ حائِرٌ بِمُقلِةِ موقوفٍ عَلى الضُّرِّ وَالجَهدِ وَلَم يُعدني هذا الأَميرُ بَعَدلِهِ

رهينَةُ أَرواجٍ وَصوبَ رُعودِ

اللَهُ يَعلَمُ أَنّي كَمدُ لا أَستَطيعُ أَبُثُّ ما أَجِدُ نَفَسانُ لي نَفسٌ تَضَمَّنَها

إِن وَصَفوني فَناحِلُ الجَسَدِ أَو فَتَّشوني فَأَبيضُ الكَبِدَ أَضعَفَ وَجدي وَزادَ في سَقَمي

ها أَنا ذا يُسقِطُني للبِلى عَن فَرشَتي أَنفاسُ عُوّادي لَو يَحسُدُ السِلكُ عَلى دِقَّةٍ