العصر العباسي

لا تعذلاني إن بَكيت البَدن إن أنتما لم تَعذراني فَمن وأندبا كيفَ براهُ الهوى

أتيتَ فؤاديَ من مأمَنه وحرَّكتَ ما كانَ من ساكِنه وأظهرتَ بالدمعِ ما لم يَزَل

لَم يَنم هكذا يكونُ الحزينُ كيفَ تشقى بلحظهنّ العُيونُ شَغلَ الدمعُ موضعَ النومِ من عَي

لا كالذي لا تنامُ مقلتهُ طوبى لمن ذاقَ طرفهُ وسنا أرقد هنيئاً فطالَ ما رقَدت

أما وفتورِ طرفكَ يا خؤونُ وما رميت بهِ منكَ العُيونُ ووجنتُكَ التي فضلت بنورٍ

بكت عينُهُ رحمةً للبَدَن فعافَ البكاءَ مكانَ الوَسَن وأكسبَهُ الشوقُ ثوبَ السقامِ

دَنِفٌ أصيبَ فؤادُهُ من مقلتيهِ ومن بنانِه ما إن أحارُ بلفظةٍ

كل المحبين فيك دوني يا منتهى غايةِ الظنونِ من عارضاهُ ووجنتاهُ

يا ربِّ ماذا جَنت عَيني على بدَني من السقامِ فليتَ العينَ لم تكنِ لم تذهبِ النفس إلا عندَ لحظتها

سرُّ المحبين فيكَ إعلانُ الدمعُ يبقى عليهِ كتمانُ أشكو إلى اللَه أنني دنفٌ