المخضرمون

إِلَيكَ سَعيدَ الخَيرِ جابَت مَطِيَّتي فُروجَ الفَيافي وَهِيَ عَوجاءُ عَيهَلُ بأَشعثَ مِن طُولِ السُرى عَسَفَت بِهِ

تَرى عَبَداتِهِنَّ يَعُدنَ حُدباً تَناوِلُها الغَلاةُ اِلى الغَلاةِ

تَضَمَّنتُ بِالأَحسابِ ثُمَّ كَفَيتُها وَهَل تُوكَلُ الأَحسابُ إِلّا اِلى مِثلي وإِن يَجنِ قَومي الحَربَ يَوماً كَفَيتُها

أَلا مَن لِمَولىً لا يَزالُ كَأَنَّهُ صَفاً فيه صَدعٌ لا يُدانيهِ شاعِب تَدِبُّ ضِبابُ الغِشِّ تَحتَ ضُلوعِهِ

أَعاذِلَ أَقصَري وَدَعي بَياتي فَاِنَّكَ ذاتُ لَوماتٍ حُماتِ فَاِنَّ الصُبحَ مُنتَظَرٌ قَريبٌ

ظَلِلنا بِمُستَنِّ الرِياحِ غُدّيَّةً اِلى أَن تَعالى اليَومُ في شَرِّ مَحضَرِ لدى اِبن الزُبَيرِ حابِسينَ بِمَنزِلٍ

عَلى حين ما بي مِن رِياضٍ لِصَعبَةٍ وَبَرَّحَ بِيَ أَنقاضُهُنَّ الرَجائِعُ

لَعَمرُكَ ما أَدري وَإِنّي لأَوجَلُ عَلى أَيِّنا تَغدو المَنِيَةِ أَوَّلُ وَإِنّي أَخوكَ الدائَمُ العَهدِ لَم أَحُلُ

تَنَفَّسَ في وَجهي فَكِدتُ أَموتُ وَأَعرَضَ عَنّي جانِباً فَحَييتُ وَنَسّى حَتّى حَسِبتُ بِأَنَّني

تَبَدَّلَتَ مِن لَيلى وَدَسكَرَةٍ لَها شُحوباً وَمالاً مُدبِراً وَعَجارِفا وَإِيضاعَكَ العَصرَينِ تَبغي نَزيعَةً