المخضرمون

لَعَمري لَقَد حَكَّت رَحى الحَربِ بَعدَما أَطارَت لُؤَيّاً قَبلُ شَرقاً وَمَغرِبا بَقِيَّةَ آلِ الكاهِنَينِ وَعِزَّها

وَعَدنا أَبا سُفيانَ بَدراً فَلَم نَجِد لِميعادِهِ صِدقاً وَما كانَ وافِيا فَأُقسِمُ لَو وافَيتَنا فَلَقيتَنا

أَفلَحَ مَن يُعالِجُ المَساجِدا وَيَقرَأُ القَرآنَ قائِماً وَقاعِداً وَلا يَبيتُ اللَيلَ عَنهُ راقِدا

أَشاقَتكَ لَيلى في الخَليطِ المُجانِبِ نَعَم فَرَشاشُ الدَمعِ في الصَدرِ غالِبي بَكى إِثرَ مَن شَطَّت نَواهُ وَلَم يَقِف

أَتاني الَّذي لا يَقدِرُ الناسُ قَدرَهُ لِزَينَبَ فيهِم مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ وَإِخراجُها لَم يُخزَ فيها مُحَمَّدٌ

بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها بُكاها وَما يُغني البُكاءُ وَلا العَويلُ عَلى أَسَدِ الإِلَهِ غَداةَ قالوا

فَسِرنا إِلَيهِم كافَةً في رِحالِهِم جَميعاً عَلَينا البيضُ لا نَتَخَشَّعُ وَجِئنا إِلى مَوجٍ مِنَ البَحرِ زاخِرٍ

وَلَما رَأَت قَطَمانَ مِن عَن شِمالِها رَأَت بَعضَ ما تَهوى وَقَرَّت عُيونُها

إِذا أَفِنَت أَروى عِيالَكِ أَفنِها وَإِن حَيَنَت أَربى عَلى الوَطبِ حينُها

وَفي إِبِلٍ سِتينَ حَسبُ ظَعينَةٍ يَروحُ عَلَيها مَخضُها وَحَقينُها