تونس

لِلَّهِ طيبُ عَشيَّة زالَت بِها الأَكدارُ حَيثُ الرِياضُ وَريقَةٌ

قِف بِالسَبيلِ الطَيِّب العَذبِ الفُراتِ الصيِّبِ وَمَورِدٍ كَأَنَّهُ

عُيونُ المَها بَينَ الرصافَةِ وَالجِسر لِفَقدِ خَميسِ الزينِ أَدمُعُها تَجري وَأَسعَدَها بيضٌ نَواعٍ نَواعِمٌ

قِف وَاِعتَبِر ذا مَقرُّ ما حُمّ مِنهُ مَفَرُّ وَما لِصَبرِ المَنايا

أَسَلِّمُ تَسليمَ المَشوقِ المُتَيَّمِ وَأَمزِجُ مَسفوحَ المَدامعِ بالدَّمِ وَأَبكيكَ حَتّى تَعلَمَ السحبُ أَنَّها

وَما العَيشُ إِلّا في اِعتِناقِ خَريدَةٍ مُوَرّدَةِ الخَدينِ وَالفَرعُ فاحِمُ وَمُصفَرَّةٍ مِمّا تُعتِّقُ رومَةٌ

خَرجوا لِيَستَسقوا فَقُلتُ لَهُم قِفوا إِن رُمتُمُ مَطَراً بِغَيرِ سَماءِ قالوا أَجَلّ فَفي دُموعِك غُنيَةٌ

لَمّا تَغَيَّبَت عَن عُيوني وَما دَرى حالَ الشَجيِّ بِبُعدِهِ مُتَكَدِّرا نادَيتُهُ وَالدَمعُ مِني تَفَجَّرا

ندَيمَيَّ هَذا اليَوم يَوم مُبارَكٌ شَريفٌ عَلىَ الأَيّامِ وَهوَ خَميس وَمَجلِسُنا قَد ضَمَّ مَن بسَماعِهِ

تَأَمَّل مَليّاً وَاِسبِلِ الدَمعَ بِالخَدِّ فَما أَنتَ في دارِ المُقامِ وَلا الخُلدِ بَلى أَنتَ في دارٍ سِهامُ خُطوبَها