تونس

حَرامٌ عَلى جَفني المَنامُ وَأن يُرى غَرامي يَحولُ عَن هَوى لُعسَةِ الثَغرِ تُمازِجُ كأسي مِن دُموعٍ كَخَدِّها

دَعاني ناظِري لِلحَتفِ حَتماً وَمَن يَرعى الظِبا قَد يُتلِفونَه كَلِفتُ بِظَبيَة لَو قابَلوها

حَنانَيكِ رِفقاً يا نَحيفُ بِخافِقِ لأني حَليفٌ لِلقُدودِ الرَواشِقِ نِبالٌ رَمَتني مِن حَواجِبِ قَوسِها

مُصابٌ أَطارَ النَومَ عَن ساحَة الجَفنِ فَجادَ بِما يُغني عَلى صَيِّبِ المُزنِ أَفاقَ بِهِ مَن كانَ مِن قَبلُ غافِلاً

هاتِها كالتِبرِ خُفَّت بِاللآلي وَاِمزُجِ الأَيامَ مِنها بِاللَيالي بَينَ أَغصانِ دَوانِ وَقَفَت

أَشاقَكَ بارِقٌ في الجُنحِ ساري فَبَتَّ وَدَمعُ جَفنِكَ في اِنحِدارِ وَشِمتَ التونسيَّ فَصِرتَ ناسٍ

قِف وَاِعتَبِر يا ذا البَصيرَه حَسبُ اللَبيبِ يَرى مَصيرَه هَذا ضَريحٌ قَد حَوى

تَرَحَّم فَهَذا القَبرُ قَد ضَمَّ أَحمَداً حَليف العُلى وَالمَجدِ وَالبأسِ وَالنَدى أَميرُ الفُرسانِ مَن طارَ صيتُهُ

أحنِ لَكُم عَلى شَطِّ المَزارِ وَأَجعَلُ ذِكرَكُم نَقلَ العُقارِ وَأَهواكُم وَإِن زَعَموا بِأَنّي

وَقيتَ العَنا يا حادى الرَكبِ بالعيسِ تَحَمَّل تَحيّاتِ إِلى دارِ دَنّيس وَحَيِّ نَدامايَ الذينَ أَلِفتُهُم