سوريا

هذي الشوارع لا شوارع غيرها ستٌ بستٍّ عرضها شبارا قد شارك الحيوان فيها معشرَ الا

فعلى التقادير السلام فكم بها وجد الغشومُ لبغيهِ عذارا وعلى التقادير السلام فكم لها

شادت يدُ الاتقان في أكنافها قللاً يناطح رَوقُها الأقمارا من كل صَرحٍ باذخٍ شرفاتُهُ

فيها لسيَّاح البلاد فنادقٌ غرَفُ الجنان تألَّفت ادوارا طبقاً على طبقِ عروجاً للعلى

قُسمت فقسمُ اوسطٌ خصُّوا بِه العجماءَ ثم عواجلاً وقطارا وعلى جناحَيهِ لسير بني الورى

وعلى الجوانب الف حانوتٍ زهت بنفائسٍ تدع العقولَ حيارى فيها الجواهرُ كالنجوم وجامُها

الشعرُ درٌّ والخيالُ بحورُ والفكر فلكٌ في العباب يَمُور ما كلُّ غوَّاصٍ اقاصي لجَّةٍ

تلك الشوارع عُرّضت امتارا ستاً بستٍّ تدهش النُظَّارا يجري الهواءُ بها رُخاءً مطلقاً

هبط الوحيُ من أعالي السماءِ يا لقومي على فريق النساءِ أصبح البعض يعلم الغيب طبعاً

يا أديباً يعلو سنًى وسناءَ واريبا يسمو ذُكاءَ ذكاءَ وبليغاً قد البس العصر تاجاً