لبنان

ذاتُ الجَمالِ قَد دَرَت بِأَنَّني فيها أَرِقْ زارَت بِلَيلٍ ما بِهِ

وَلَيلٍ بِهِ الخودُ زارَت مَحلّي وَإِنّي سَقيمُ الجَفا وَالأَرَق بَدا صُبحهُ غِيرة حينَ زارَت

عَذولِيَ دَع عَنكَ لَومي بِوَجدي بِمَن كانَ لِلشّمسِ مثلاً وَشبها فَما بَيَّضَ العَذلُ وَجهَ عَذولٍ

كَم تَدَّعي عاذِلي نُصحي وَتَعذِلُني وَأُنكِرُ النّصحَ إِذ قَد كُنت مَعذولا دَعواكَ قاضي الهَوى ما كانَ يَقبَلُها

وَبي ناعِسُ الأَجفانِ مِن خَمرَةِ الكَرى لَهُ أَخَذَت عَيني عَلى جِهَةِ الدَّينِ فَقالَ الكرى حَقّي بِهِ حَكَم الهوَى

لَقَد ذاقَ قَلبي في الهَوى طَعمَ حُبّها فَقَد ذاقَ مَنّاً لَيسَ تُشبِهُه الحَلوى تَعَوَّدَهُ قَلبي فَما ذاقَ غَيرهُ

جَفانِيَ مَعشوقي وَأَطنَبَ بِالجَفا فَصَمّمت أَنّي أَهتَوي غَيرَ هاجِري فَإِنَّ المَعاشيقَ الأَحاسِنَ شَأنُهُم

وَلَيل بِهِ كانَ التّواصُلُ بَينَنا وَبَيني وَبينَ الدّهرِ قَد أَوجب الصّلحا وَقَد طالَ ذاكَ اللّيلُ بِالصّفوِ وَالهنا

وَلَيلٍ بِهِ زارَت وَقَد طالَ رِقّةً وَفاضَت عَلى الأَرواحِ أَفراحُهُ فَيضا أَردتُ أُجازيهِ فَحينَ ذَهابِها

خِصرُ الحَبيبِ بِلُطفٍ قالَ مُعتذراً لِرِدفِهِ إِنّه مِنهُ لَهُ ثقلُ فَالرّدفُ قالَ لَهُ ما مِنكَ لي ثِقلٌ