ألمياء ما العذب النمير مبردا

ألمياءُ ما العذبُ النميرُ مُبرّداً

على ظمأ مِن سائرٍ متُهجّرِ

رأى علمَ الماءِ الذي هو واردٌ

فيمَّمهُ بالبازلِ المتحسِّرِ

فغابت له الشمسُ المنيرةُ بعدما

أراقَ بقايا مائهِ المتكدّرِ

وباتَ يعسُّ الأرضَ مِن غيرِ ما هوىً

ويُعمِلُ أعمالَ الخبيرِ المُبصّرِ

فلما تولّى ليلُهُ متحدراً

وأقبلَ بادي صُبحهِ المتنوّرِ

تذكّرَ أن ضلَّ عن أرضِ مائهِ

وقد حِيلَ بينَ الماءِ والمُتذكّرِ

فأقبلَ مِن خوفِ النّوى مُتحذّرا

على حين لا يُجدي أسى المُتحذّرِ

بأطيبَ مِن سلسالِ ريقكِ موهِناً

على كَبدِ حرّى وقلبٍ مُسعَّرِ