أما والذي حجت عقول ذوي الحجا

أما والذي حجَّت عقولُ ذوي الحِجا

الى بيتهِ المعمورِ من قُدسهِ الأسنى

أَلَّمت بهِ مِن بعدِ طولِ تَغرُّبٍ

وقد أَحرمَت ثمَّ استطافَت بهِ مَثنى

مجرّدةً قد خلَّفت كلَّ صاحبٍ

وجِلبابَ جسمٍ سوفَ عن كَثب يَفنى

الى أن أتت مِن بابهِ مستكينةً

فآنسها لطفاً وقَربَّها منّا

وكُشِّفتِ الأَستارُ دونَ بهائهِ

فدُكّت جبالٌ طالما جُعِلت مغنى

فسبَّحتِ الفردَ المهيمنَ رهبةً

فلاحَ بلا لفظٍ لسامعهِ المعنى

بألسُنِ حالٍ لا تزالُ فصيحةً

لترسِلَها دهراً لأسمائِه الحُسنى

لئن كان بردُ الماءِ أَهنأ عيشةً

إلى الكبدِ الحرَّى فعيشي به أهنا