براني الله حين برا لحيني

براني اللُه حينَ برا لِحيني

أحَبَّ الحُسنِ لا يُشنَي بِشينِ

وأعلى هِمّتي حتّى اغتدت بي

مُحاولةً علاءَ الفَرقَدينِ

ولي نَفسٌ تكادُ تطيرُ لطفاً

فَتلحقُ بالسُّها والشّعريينِ

تُحاولُ حظّها في كلِّ شيءٍ

تناهى حسنُه في العالمَينِ

تُجاذِبنُي الى هذا وهذا

لِتحظى منهما بالاطيبينِ

كأنَّي غصنُ بانٍ فوقَ هَضبٍ

تُميِّلُهُ رياحُ الجانبينِ

يميلُ بهذه طوراً وطوراً

بتلكَ فمرحباً بالنّسمتينِ

فأُنجِدُ تارةً وأغورُ أُخرى

فيا لِلّهِ نفسي بينَ تَينِ

أُريدُ اللطفَ في زينٍ وآتي

جفاءَ الطّبعِ ممتزجاً بزينِ

وطيبَ الخُلقِ مكتملاً لقلبي

وحسنَ الخَلقِ معتدلاً لعيني

لأنَّهما كمعنىً تحتَ لفظٍ

ففكّر مُمعناً في المَعنَيينِ

أما المعنى بجسمِ الحسنِ روحاً

بها امتازُ النُّضارُ على اللّجينِ

والّا فاستمع منّي مقالاً

وفَرِّق بينَ ما أعني وبيني

أجرّت دمعةٌ حينا لصبٍّ

كما جرَّ الذي تدريهِ حَيني

رنا فرمى صحيحَ القلبِ رشقاً

بسهمٍ مِن سقامِ الناظرينِ

فظلتُ بمصرعِ العُشّاقِ مُلقىً

صريعاً للجبينِ ولليدينِ

مُقيماً حيثُ غادَرني طريحاً

يِقلّبُني الهوى بالرّاحتينِ

فلو علمَ الورى مجهولَ أمري

لنادوا يا صريعَ المقلتينِ

أيا ملكَ الجمالِ حللتَ قلبي

كما احتلَّ الممالكَ ذو رُعينِ

بطرفكَ والقوامِ أُريقَ عمداً

دَمي بينَ المُهنّدِ والرُّديني

غدا هَدراً بلا قَوَدٍ وأنّا

نُقادُ بهالكٍ ما بينَ ذينِ

فيا غادي البعادِ ألامَ سعياً

على قُربِ المزارِ بوشكِ بينِ

ويا قاضِي الوصالِ متى يُؤدِّي

بعدِلكَ صدُّه ممطولَ دَيني