بين العناب وبين وادي الملتقي

بينَ العُنابِ وبينَ وادي المُلتقي

غصنٌ سُقي ماءَ الشّبابِ فأورقا

يهتزُّ مِن ريحِ الصّبا مرِحاً كما

يهتزُّ مِن ريحِ الصّبا غصنُ النّقا

غصنٌ أعارَ الغصنَ قداً مائساً

بدرٌ أعارَ البدرَ وجهاً مشرقا

قد أطلعَ التوفيقَ صبحُ جبينهِ

في ليلِ أليلِ شعرهِ مُتألِّقا

فغدت ميادينُ الملاحةِ بضَّةً

براوهُ تستهوي الأعفَّ الأوثقا

اجرى جيوشَ الحُسنِ فيها عارضٌ

ما انفكَ في ترتيبها مُتأنّقا

وَردُ الخدودِ زَكت حواشي روضهِ

فغدا بآسيِّ العِذارِ مُمنطقا

وكأنّما الكافورُ كانَ مُعطّلاً

فغدا عليه بالعبيرِ مُزوّقا

يُحمى بسيفي ناظرٍ مِن لحظهِ

أضحى لنوني حاجبيهِ مُعرِقّا

وأرادَ انقاطاً فأنقطَ ساهياً

فكأنّهُ كانَ الألبَ الأحذَقا

نُقطٌ مِن الكُحلِ المذافِ تَساقطت

فكست شقائقَ وجنتيهِ رَونقا