ذهب العمر والليالي عوارِ

ذهبَ العمرُ والليالي عوارِ

في اشتغالٍ بخمرةٍ وخُمارِ

بين ساقٍ ومطربٍ ونديمٍ

وأقاحٍ ونرجسٍ وبهارِ

بقناعٍ من الجهالةِ ضافٍ

ورداءٍ من الشبابِ مُعارِ

أيُّ عقلٍ لمن يروحُ ويغدو

بين سُكرِ الهوى وسُكرِ العُقارِ

أسفي كيف أدبرت وُجهةُ العُم

رِ على غيرِ عِفَّةٍ واستتارِ

وصِغارُ اللَّذَّاتِ ولَّت وأبقت

حَسراتٍ على ذنوبٍ كبارِ

ليتها اذ عَدت بزهرةِ عُمري

لم تؤدني بباهظِ الأوزارِ

ليس لي بعدها سوى زفراتٍ

يتصاعدنَ عن ضلوعٍ حِرارِ

وسُهادٍ اذا اللَّواحظُ أغفت

واستباقٍ مِن الدموعِ الغِزارِ

فلعلّي أُطفي لهيبَ الخطايا

بانسكابٍ من مائها المِدرارِ

واذا ما تعجَّبَ الناسُ منّي

قلتُ قولاً فصلاً بغيرِ اعتذارِ

أيُّ بِدعٍ أنابهُ من مُنيبٍ

جاءَ مستغفراً الى غَفّارِ