وشادن شاد أتى زائرا

وشادنٍ شادٍ أتى زائراً

واللَّيلُ مُرخي جانِبي بُردهِ

بدا فقلتُ البدرُ في تمِّهِ

شدا فقلتُ الطيرُ في رَندهِ

نورٌ بخدّيهِ بدا زاهياً

فنارُ وجدي مِن سنا وقدِهِ

راحَ بقلبي في الهوى طاعناً

برمحهِ المهزوزِ مِن قدِّهِ

وسلَّ مِن أجفانهِ صارِماً

فقطّعَ الأحشاءَ في غِمدِهِ

فاعجب لسيفٍ لازمٍ جفنهُ

جُرحُ فؤادي بشبا حدِّهِ

ناعسُ طرفٍ بات مِن هزلهِ

يُفيدُ طرفي الجِدَّ في سُهدِهِ

وليلةٍ قد متّعتني بهِ

يخلُطُ ودِّي بجنَي وُدِّهِ

جادَ بحقِّ الزّورِ مِن بعدما

شحَّ بزورِ الطّيفِ في صَدِّهِ

فَبِتُّ واللّيلةُ قد قُصِّرت

بطولِ أكبابي على نَهدِهِ

قريرَ عينٍ جادَ لي قُربُهُ

بكلِّ ما أمَّلتُ في بُعدِهِ

يُعلُّني من ريقهِ قهوةً

بالباردِ المصبُوبِ في شهدِهِ

ذهلت مِن فرطِ سُروري بهِ

ذهلةَ عانٍ فُكَّ مشن قَيدِه

فسالَ ماءُ الدّمعِ وجداً كما

جُمِّد ماءُ الحسنِ في خَدِّهِ

بكى على ضُرِّي بهِ رحمةً

وقد يلينُ المرءُ في شدِّهِ

كأنَّما الدّمعُ على خدّهِ

تساقُطُ الطّلّ على وَردِهِ

فدمعُهُ المنثورُ مِن سِلكهِ

وثغرُهُ المنظومُ في عِقدِهِ

متى أعادَ الدّهرُ لي مِثلها

أَعتدُّها للدّهرِ مِن عندِهِ

سقاكَ كأسَ الغيثِ كفُّ الحيا

على خفيفِ الوزنِ من رعدِهِ