يا طيب يوم مضى في دير دارين

يا طيبَ يومٍ مَضى في ديرِ دارينِ

في صُحبةِ الغيدِ في عيد الشّعانينِ

والجاثَليقُ منيبٌ عندَ هيكلِهِ

بينَ القُسوسِ وعُبّادِ الرّهابينِ

يخُصُّ صفوته مِن أهلِ ملّتهِ

بعدَ الصّلاةِ بتفريق القرابينِ

بيناهُ يُذكِرُهم ما قد نسوهُ بما

يقصُّهُ من أقاويلِ السّلاحينِ

اذ أقبلت غادةٌ كالبدرِ مرهفةٌ

ترنو بعينَي مهاةِ الرّبربِ العِينِ

فوجهُها قمرٌ أوفى على غُصُن

يهتزُّ فوقَ نقاً مِن كُثبِ يبرينِ

جاءت الى كأسهِ تهتزُّ مِن هَيفٍ

كما ترنّحَ غصنُ البانِ مِن لِينِ

عوَّذتُها حينَ جاءتهُ مُيمِّمةٌ

مِن كلِّ عينٍ بطاسينٍ وياسينِ

فقطّبت ثم قالت وهي مُغضَبٌةٌ

ألا استعذت بيونانٍ ويانينِ

وقوّست حاجبيها عندما غَضبت

كما يُقوّسُ حسنُ الخطِّ في النونِ

ففوّقَ السّحرُ من انسانِ مُقلتِها

سهماً مصيباً فلا ينفكُّ يَرميني

ما أعرضت لصليبٍ في ديانتهِ

فراحَ عنها صليباً غيرَ مَفتُونِ

ظللتُ مِن حُبِّها حيرانَ في دَهشٍ

أُجِيبُ داعيها المطري بآمينِ

عَقَدتِني اذ نفثت السِّحر في خُلدي

يا دُميةَ الدّيرِ حِلّيني وخَلّيني

رياحُ حُبِّكِ أجرت سُفنَ معرفتي

في لُجَّةِ الجَهلِ حتى غَرَّقت دِيني

فهل يحِلُّ على دينِ المسيحِ بأن

تستوقفيني بلا جُرمٍ لِتُرديني

لولا اعتصامي بحبلِ الدّينِ قلتُ لها

ان كانَ عندكِ زُنّارٌ فَشُدّيني