يا ملكا قد جمل العصرا

يا ملكاً قد جمّلَ العَصرا

وفاق أملاكَ الوَرى طُرّا

وفاتَ في نائلهِ حاتِماً

وبذَّ في اقدامهِ عَمرا

وباكَرَ العلياءَ فافتضّها

وكانتِ الناهِدَةَ البِكرا

أما تَرى الدّهرَ وقد جاءنا

مستقبلاً بالبِشرِ والبُشرى

يجري لدينا ما أتانا بهِ

أحسن وأكرم بالذي أجَرى

العيدُ والنَيرُوزُ في حالةٍ

وطلعةُ المنصورِ والنّصرا

والأرضُ قد تاهت به واغتدت

تختالُ في حُلِّتها الخَضرا

عبّستِ السّحبُ على نَورِها

فراحَ ثغرُ النَّورِ مُفتراً

الصّومُ قد ولّى بآلامهِ

والفِطرُ باللّذّاتِ قد كرا

فانهض بِلا مطلٍ ولا فترةٍ

نرتشفِ المشمولةَ الخمرا

حِيريّةٌ قد عُتّقُت حِقبَةً

فأقبلت تخبرُ عن كِسرَى

واستجلها صفراءَ قُدسيّةً

تَحسبُها في كأسِها تِبرا

أو ذَوبَ جمرٍ حلّ في جامِد ال

ماءِ فأبدى فوقهُ دُرّا

وباكرِ اللّذّةَ في حِينها

وقُم بنا ننتهبُ العُمرا

في دوحةٍ أُترجُّها يانعٌ

يلوحُ في الأغصانِ مُصفرّا

كأنّهُ اذ لاحَ في دوحِها

وجهُ سماءٍ أطلعت زَهرا

واسلم ودُم في عيشةٍ رغدةٍ

تُبلي على جِدّتِها الدّهرا