صبرت وكان الصبر مني سجية

صَبَرتُ وَكانَ الصَبرُ مِنّي سَجِيَّةً

وَذَلِكَ أَنَّ اللَهَ أَثنى عَلى الصَبرِ

وَكُنتَ أَخي ما دامَ عودُكَ يابِساً

فَلَمّا اِستَوى وَاِخضَرَّ صِرتَ مَعَ اليُسرِ

لَعَمرُكَ لَو ذَوَّقتَني ثَمَرَ الغِنى

أَذَقتُكَ ما يُرضيكَ مِن ثَمَرِ الشُكرِ

فَإِن نِلتُ ما يُغني مِنَ اليَومِ أَو غَدٍ

أَنَلتُكَ ما يَبقى إِلى آخِرِ الحَشرِ

أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يُرجى لَهُ الغِنى

وَأَنَّ الغِنى يُخشى عَلَيهِ مِنَ الفَقرِ

أَلَم تَرَ أَنَّ البَحرَ يَنضُبُ ماؤُهُ

وَتَأتي عَلى حيتانِهِ نُوَبُ الدَهرِ

وَما لَكَ يَومَ الحَشرِ زادٌ سِوى الَّذي

تُقَدِّمُهُ قَبلَ المَماتِ إِلى الحَشرِ

إِذا أَنتَ لَم تَزرَع وَأَبصَرتَ حاصِداً

نَدِمتَ عَلى التَفريطِ في زَمَنِ البَذرِ