لم آت مطلبا إلا بمطلب

لَم آتِ مُطَّلِباً إِلّا بِمُطَّلَبِ

وَهِمَّةٍ بَلَغَت بي غايَةَ الرُتَبِ

أَفرَدتُهُ بِرَجاءٍ أَن تُشارِكُهُ

فِيَّ الوَسائِلُ أَو أَلقاهُ في الكُتُبِ

رَحَلتُ عيسي إِلى البَيتِ الحَرامِ عَلى

ما كانَ مِن وَصَبٍ فيها وَمِن نَصَبِ

أَلقى بِها وَبِوَجهي كُلَّ هاجِرَةٍ

تَكادُ تَقدَحُ بَينَ الجِلدِ وَالعَصَبِ

حَتّى إِذا ما قَضَت نُسكي ثَنَيتُ لَها

عِطفَ الزِمامِ فَأَمَّت سَيِّدَ العَرَبِ

فَأَمَّمَتكَ وَقَد ذابَت مَفاصِلُها

مِن طولِ ما تَعَبٍ لاقَت وَمِن نَقَبِ

إِنّي اِستَجَرتُ بِاِستارَينِ مُستَلِماً

رُكنَينِ مُطَّلِباً وَالبَيتَ ذا الحُجُبِ

فَذاكَ لِلآجِلِ المَأمولِ أَذخُرُهُ

وَأَنتَ لِلعاجِلِ المَرجُوِّ وَالطَلَبِ

هَذا ثَنائي وَهَذي مِصرُ سانِحَةٌ

وَأَنتَ أَنتَ وَقَد نادَيتُ مِن كَثَبِ