أأحبابنا بالثغر إني وإن نأت

أأحبابنا بالثغرِ إني وإنْ نأتْ

بيَ الدارُ عنكم ما استحلْتُ عن العهدِ

وقد لامَنِي العُذّالُ فيكم وَأَكْثَروا

فما غَيَّروني بالمَلامِ عن الودّ

إذا كَشفوا عن صِدْقِ كلِّ مودةٍ

فإن ودادَ الناسِ بعضُ الذي عندي

لكم في فؤادي منزلٌ غيرُ نازحٍ

ولو أنني خلفَ العِراقِ أو الهند

لقد أَبْعَدُوني عنكمُ فَقرُبْتمُ

وإنْ أَكثَروا بُعْد قَرُبتم على البُعْد

فو اللهِ ما ساعدتُ من لام فيكمُ

وإني لأُخْفِي منكمُ فوق ما أُبدي

ولو رُمْتُ أن أنساكمُ ذَكَّرتْ بكم

محاسنُ فعلٍ مثل منتظِم العِقد

برئتُ إذاً من نَخْوةٍ ومروءةٍ

إذا لم اقابلها بواجبها عندي

وإني لأَسْتهدِي الرياحَ نَسيمَكم

فأَنْشَقُ منها مثل مُفتِتح الورد