أما والذي قد قدر البعد بيننا

أما والذي قد قَدَّر البعدَ بيننا

وعَذَّبني بالشوقِ وهْو شديد

وخَصَّكُم بالصبر دُوني وخَصَّني

بحزنٍ عليكم يبتدى ويعود

وصَيَّرني مهما شَممت نَسيمكم

أَشُدُّ لقلبي راحتي وأَميد

لقد ذاب قلبي في دُموعي عليكمُ

على أنه في النائبات حَديد

فياليتَ شِعْري هل على ما لقيتُه

وكابدتُ من جَوْرِ الفراق مزيد

لَئِنْ عاد ذاك العيشُ أو عاد بعضُه

وهَيْهاتَ منه إنني لسعيد

على أنها الأَقْدار قد تُبعد الفتى

قريباً وقد تُدْنِيه وهْو بعيد

لقد كان ذاك الثغرُ بالقربِ جَنّة

نَعِمنا به لو كان فيه خلود