رجاؤك في نيل السعادة باب

رجاؤكَ في نيلِ السعادةِ بابُ

وما دونَ من يَبْغِى نَداك حِجابُ

إذا أملٌ ناجاك وهْما ففَوْزُه

بجملةِ ما يرجوه منك جَواب

يَمينُك للعافِين بحرٌ وجَنَّة

لها ثَمرٌ لا ينقِضي وعُباب

رَعَى بك فَضْلُ الأفضلِ الملكِ الوَرَى

فنائِلُه غيثٌ وأنت سحاب

هو البحرُ والأنهار والنِّيل والحَيا

وسائر أَملاكِ الأَنامِ سَراب

أَحَّلك من إجلاله في مَحلَّة

لهاَ زُحَلٌ والنَّيِّرات تُراب

فيا نعمةَ اللهِ التي عَمَّت الوَرَى

فإنعامُها لم يُغْنِ عنه مَناب

لِعَبْدِك في ميسورِ فضِلك حاجةٌ

نَتيجتُها منه ثَناً وَثَواب

وقد حثَّني في قَصْدِكَ الْحَزْمُ والحِجَا

ومَنْ رأيُه فيما يُشِيرُ صَواب

فحَسْبُ الليالي ما لها فيَّ مَطْمعٌ

فقد ضَمَّني للقائِدَين جَناب

وأنزلتُ حاجاتي بفضلِ بني أبي ال

شجاعِ فهم لي ملجأ ومَآب

فقد أَنْجَحَ اللهُ المَساعي ببابِهم

وأَتْعب قوما جانبوه فخابوا

مَسارح جودٍ للأماني خصيبَةٌ

مَواردُ فضلٍ للعُفاةِ عِذاب

إليك الْتَجا مَنْ ضامَه الدهرُ واعتدتْ

عليه خُطوب لا تُطاق صِعاب

وكم حائن أَوْدَى به ضَنْك عيشِه

وللدهرِ فيه مِخْلَبان وناب

فنادى أبا عبد الإله على النَّوَى

فنَفَّس ذاك الخطبَ منه خِطاب

وقد بشرَتْني بالنجاح دَلائلٌ

وظَنٌّ صَفا سِرّا فليس يُشاب

فجاهُك موقوف لمن يَسْتَميحَه

وذلك عُرْفٌ لا يُخِلُّ ودَاب

فعِشْ في حياةِ الأفضل المنعش الوَرَى

بغامرِ فضلٍ يُرْتَجَى ويُهاب