يا ساحل الثغر كم أنأى وأغترب

يا ساحلَ الثَّغْرِ كم أَنْأَى وأغْترِبُ

أما إليكَ مَدى الأيامِ مُنقَلَبُ

ويا أوائلَ أيامِ الشبابِ به

هل لي إليكنّ فيه ساعةً سَبَبُ

واللهِ ما اخترتُ مِصْرا عنكَ عن مِقَةٍ

وإنْ غَدا العيشُ لِي فيها كما يَجِبُ

ولو جَرى نيلُها لي فضةً وغَدا

سفحُ المُقطَّم منها وهو لي ذهَب

ما اخْترتُها عِوضَا ممن نشأتُ بها

ولا شفَى ليَ منها غُلَّةً أَرَبُ

جار الزمانُ على شَمْلي ولا عجبٌ

من ذلك الْجَوْرِ بل إنْصافه عَجَب

لكنْ إذا أكَّدَ المِقدارُ عُقْدتَه

فكلُّ حلٍّ إذا حاولَته تعب

لا تَفْرَحنَّ إذا أعطاكَ من عُرُضٍ

فإن بعض عَطاياهُ له سَبَب

سَلِّمْ إذا كان ما لابُدَّ منه فما

يُنجِيك من كونه حِرْصٌ ولا هَرَب