أتيت إلى الروض عند الصباح

أتيتُ إلى الروضِ عندَ الصباح

أُكاشفُ همي صديقي القديم

فرُعتُ وخيلَ لي أنني

غريبٌ تسلَّلَ بين حريم

حريمٌ لذي صولةٍ من ملوكِ

الزمانِ شديدِ العقابِ غشوم

تقابلنَ متكئاتٍ على

وسائد خضرٍ كحورِ النعيم

أَمِنَّ العيونَ فأَسفرنَ عن

محاسنَ تَفتُنُ لبَّ الحكيم

قدودٌ بها شهوةٌ للعناقِ

وهل يتجرَّأُ غيرُ النسيم

ثغورٌ إلى اللثمِ مشتاقةٌ

وليس سوى النحلِ صبٌّ يهيم

وقد راعني بينها وردةٌ

كساها الربيعُ بياضَ النجوم

تطالُعني بين أَوراقِها

مطالعةَ البدرِ بينَ الغيوم

كثديٍ من العاج قد شقَّ عنه

القميصَ أَصابعُ جانٍ أَثيم

أَتيتُ بهمٍّ إلى روضتي

وعدتُ وفي النفسِ منها هموم