أيعلم فرنند ان الهوى

أيعلمُ فرنندُ ان الهوى

كوى من جنستا صميم الحشا

وأني اصبحتُ في حبهِ

اسيرةَ سُهدٍ واخت ضنى

أُعاني الهمومَ وأرعى النجومَ

وأُجري الدموعَ كسيل هما

وأي حبيبٍ إذا ما بدا

تقول مليكٌ رفيع اللوا

له طلعةٌ ان رأتها النساء

خلعنَ العذارَ وبعنَ الحيا

وعزة نفس تودُّ الملوك

لو أن لها مثلها في الورى

ولطفُ حديثٍ كأَنَّ النسيمَ

بليلاً بمنطقهِ قد سرى

فيا ربّ هل مثل هذه الصفات

يحوز أثيمٌ أليف الشقا

إِذا كان فرنندُ لِصاً فلِم

وهبتَ لهُ خلق اهل العُلى

أَتجمعُ بين الهدى والضلال

وبين الثريَّا وبين الثرى

أَلا جلَّ شأنك عن ذي الأمور

ونُزِهَتَ عن مثل هذا الهوى

ففرنندُ ليس بلص ولكن

هنالك سرٌّ شديد الخفا

ولا بد من كشفهِ عن قريب

ليكشفَ عني هذا العنا

وأعلم أني لم أتبع

بحبَّيهِ الا طريق الهدى

وبعد علامَ الذهولُ تُرى

أَليس لفرنند شبهٌ هنا

أما انا منذُ صبايَ اعيش

بهذي الفلاة كبعض المها

يقولون راعيةٌ كلما

رأوني وما علموا من أنا

فنحنُ اذن في الحياة سواءٌ

كلانا شريدٌ بهذي الدنا

وقد جمع الحظُّ ما بيننا

فلِم لا نكون كذا في الهوى