صد عني ولا عجب

صدَّ عني ولا عجَب

كل شيءٍ له سبب

ذهبت ساعة الرضى

وأتت ساعة الغضب

مستبد بحكمهِ

فأنا مثلُ ما أحب

تارةً صاحب المنى

تارةً صاحبُ الكُرَب

فلقاءٌ بهِ الهنا

وفراقٌ بهِ التعب

كل ذنبي لأَنَّ لي

فيه صدراً قد التهب

ولأني عشقتهُ

باردَ القلب والشَنَب

أَيُّها العام مرحبا

بالمنى فيك والأرب

قل فما أنت حاملٌ

بين بُردَيكَ من عجب

رايةَ السلمِ أم تُرى

رايةَ الحربِ والحرَب

فائتلافاً به المنى

أم خلافاً بهِ العطَب

أَتُرَى الصفرُ أم بنو

البيضِ تعتزُّ بالغلَب

وهل الهندُ بعد ذاك

بأَمنٍ من النُوَب

أم هيَ النارُ فوقَ با

ميرَ يعلو لها لَهب

وقُوى العالمينِ في

معرك الخُلفِ والصَخَب

فالسما مكفهرَّةٌ

والفضا اهتزَّ واضطرب

كل هذا لأجل شبرٍ من

الأرض يُكتَسَب

يا عقولَ الأنامِ ما

زلتِ في أَوضع الرُتب

ايه بور ارثرٍ لقد

هزَّني نحوكِ الطَرب

لا فما حدَّثَ الرُواة

ولا كاتبٌ كتب

مثلَ ما عنكِ قد رُوي

فهو اعجوبة العجب

رَحِم اللَه أنفساً

غالها عندكَ العطَب

وجيوشاً تدافعت

صُعُداً فيكِ أو صبَب

بل أُسوداً تقحَّمت

غمرةَ الموتِ لم تهب

ساقها الحكمُ للهلاكِ

فماتت كما وجب

يا رفاتَ الأُسودِ

فلتنثني عندكَ الرُكَب

أَيُّها العامُ هل أرى

راحةً فيك أم نصب

أصديقٌ فتُرتجى

أم عدوٌّ فتجتَنَب