طاب الغبوق فهاتها يا ساقي

طابَ الغبوقُ فهاتِها يا ساقي

تحكي شعاعَ الشمسِ بالإِشراقِ

جذلى تخفُّ إلى الكؤوسِ نشيطةً

فعل الأَسيرِ يفوزُ بالاعتاقِ

ما توشكُ الأَفواهُ تحجبُ ضوءَها

حتى يبين سناهُ في الأَحداقِ

يا للقويةِ وهي أَضعف ما يرى

خلقاً يُرينا قدرةَ الخلاقِ

ما شئتِ من أموالنا وجسومِنا

إِلا العلى ومكارمَ الأَخلاقِ

إِني لأَشربُها على ذكرِ الذي

أَحيى البلادَ بجودهِ المغداقِ

لم يُصبني وحدي هواهُ بل أرى

كلَّ الكرامِ له من العشاقِ

لبنانُ يقدِّرُهُ ومصرُ تُجلُّهُ

والشامُ ترقبُ رِقبةَ المشتاقِ

زعموا له في الحاكميةِ مأرباً

يبغيه بالزُلفى وبالانفاقِ

ولتلك وأَيمُ الحقِّ قولةُ كاشحٍ

كُسِيت بنسجي خِسَّةٍ ونفاق

هذا حديثُ نداهُ من عهدِ الصبا

سالت به الأَقلامُ في الأَوراقِ

ما غيرت منه السنونُ بل أنها

زادتهُ إِشفاقاً على إِشفاقِ

فكأنهُ والرزقُ قسمةُ ربهِ

وُكِلَت إِليهِ كفالةُ الأَرزاقِ

دار النجيب سُقيتِ غاديةَ الحيا

ووقاكِ من لحظِ المهيمنِ واقِ

العرسُ في ناديك منبلجُ السنا

زاهٍ مثالَ الكوكبِ البراقِ

عرسٌ على الأسكندريَّةِ ضوؤُهُ

وشعاعُهُ يمتدُّ في الآفاقِ

يا ابن النجيب ومن دعاك فإِنما

يدعو كريماً طيِّبَ الأعراقِ

إِهنأ بعرسِكَ واغتبِط بحليلةٍ

هي في الحسانِ أميرةُ الأَذواقِ

هذا أَبوكَ أبو المكارمِ فاقتبس

ما شئت من أدبٍ وخُلق راقِ

وأنهج مناهجَهُ يكن لك مثلهُ

شرفٌ على مرِّ الليالي باقِ

أَو في الرجالِ ابناً وأَفضلهم أَباً

وأَعفهم زوجاً على الإِطلاقِ