لقد ورد الدر طي الكتاب

لقد وردَ الدر طيَّ الكتاب

فقبَّلتُ منهُ بناناً كَتَب

وإِنَّ يداً تجمعُ الأَشرفينِ

جليلَ العطاءِ وغض الأدب

تسيلُ بانشائها رقة

كما هي فعلاً مسيل الذهب

لَتَخلُقُ باللثمِ دون الأكفِ

وذاك أَقلُّ الذي قد وجب

فيا سيدي وأَميرَ الكرمِ

ويا أَفضلَ الناسِ اماً وأَب

عليك وقفتُ القريضُ ولم

أكُ اعتاضُ من ربِ نعماي رب

وقد كنت غادرته مدَّةً

وطال سكوتي وزادَ العجب

وظنَّ الأَنامُ بأَني عَييتُ

وأَنَّ معينَ كلامي نضَب

وما نضَبَ الشعرُ لكنني

تجنَّبتُ فيهِ مقالَ الكذب

وأَكبرتهُ أن يكونَ وُعاءَ

العديمِ وكشكولَ أهلِ الطلب

إلى أن ظفرتُ بهذا اللقاء

وجادَ الزمانُ بهذا الأَرب

فأَنعشتَ بي الشعرَ قبل العفاء

وأَنعشتَ بالجودِ مجدَ العرَب