يا مي والأيام لم

يا ميُّ والأَيّامُ لم

تترك خيالاً لي بخاطر

ماذا يحاولُ في مديحكِ

شاعرٌ بالعجزِ شاعر

جارت أَحِبَّتُهُ عليهِ

ولم يكن يوماً بجائر

لم ينصفوا فيهِ الموَدَّةَ

والأَمانةَ والمآثر

يا ميُّ لولا ما لشخصِكِ

في القلوبِ وفي الضمائر

لم ينطلق مني اللسانُ

وقبلُ ودَّعتُ المنابر

لِلّهِ ذكرُكِ في البلادِ

غدا مَسيرَ الشمسِ سائر

خمرٌ تسلسلَ من يراعِكِ

ليسَ ما حوَتِ المحابر

بل تلك نفسُكِ في الطروسِ

وتلك روحُكِ في الدفاتر

سالت على حدِّ اليراعِ

كما على حدِّ البواتر

يا بنتَ لبنانَ إِليكِ

النيلُ يسعى وهوَ صاغر

زَيَّنتِ منهُ الشاطئينِ

بما نَثرتِ من الجواهر

حِكَمٌ وأَمثالٌ غدَت

ملءَ المسامعِ والنواظر

شوقي إلى ذاك الحمى

وإلى لياليهِ السوافر

وأَحبَّةٍ فيهِ لنا

غُرٍّ كأَنجُمِهِ الزواهر

وَشبيبةٍ فيه مضت

وكأَنَّما هي حد طائر

كالطيبِ يذهَبُ حجمُهُ

ويظلُّ منه النشرُ عاطر

لبنان إِن كثُرَت ذنوبُكَ

إِنَّ في ميٍّ لغافر

يا ميُّ فيما بيننا

صلةُ العواطفِ والخواطر

تشكينَ حائرةً بلا

وطنٍ كذا شكوايَ حائر