حنانيك يا

رمضان ؛ أقفرتِ النفوسُ فَرَوِّنا

حيَّاكَ ؛ فاحللْ بِالمحبةِ ههُنَا

و لتَنثرِ الرَّحماتِ ؛ أَرَّقنا العنا

أطفئْ بها نيرانَ أفئدةَ الضَّنى

رمضان ؛ قد تاقتْ إليكَ نفوسُنا

فارفقْ بِلوعتِها وجَدِّدْ أمنَنا

هذي عيونٌ قد هَمَتْ بِدُموعِها

فَحريقُها أبداً غَدا مُتمَكّنا

و الأمنياتُ القابعاتُ بَكَتْ سُدى

تجري إليك تريدُ أنْ تَتَطَمَّنا

و النائباتُ تَمُرُّ فِي أرجائِنا

ضِقنا بها ذرعاً و قد طالتْ بنا

رمضان ؛ هيَّا و انثرِ السَّلوى ؛ هُنا

بَدِّدْ سُهاداً هائماً مُتوَطِّنا

هيَّا انزعِ الهَمَّ الذي مَلأَ المَدى

رَشَقَ السَّكينةَ و السَّعادةَ وَ المُنَى

رمضان ؛ في ليلٍ تَلَطَّخَ بِالأسى

نحتاجُ منكَ غَمامة ًو كذا سَنَا

و نَلجُّ بِالنَّجوى لِنبلغَ سَعدَنا

وَ لِقاؤُك السَّعدُ الحَبيبُ , فَكُنْ لَنا

نَرجوكَ يا ربَ الصَيام و ربَّنا

تطوي مآسينا بهِ ؛ ننسى الوَنى

رَبَّاه ؛ قد ضاقتْ بنا أرواحُنا

ضاقتْ مسالِكُنا وَ ضِقنا بِالعَنا

رمضان ياربِّي تَجَلَّى بيننا

حَمداً إليكَ بِهِ فذا نِعم الغِنَى

أَذهِبْ بِهِ آلامَنا و هُمومَنا

بَلِّلْ بِهِ أكبادَنا وَ اسقِ الدُّنى

و اغفرْ بهِ زَلَّاتِنا وَ ذُنوبَنا

فذنوبُنا تترى تقضُّ المَأمَنا

وارفعْ بهِ دَرجَاتَنا نحوَ العُلا

واختمْ بهِ أيّامَنا نحوَ الهَنا