سكرة الشعر

أَيُّهَا الشِّعْرُ يَا رَفِيقَ شُجُونِي

لَكَ بَوْحِي بِخَافِقِي الْمَجْنُونِ

وَشُرُودِي وَلَيْلَكَاتُ فُؤَادِي

وَسَخِينُ الدُّمُوعِ مِلْءَ جُفُونِي

أَيُّهَا الشِّعْرُ فِيكَ وَحْيُ شُرُودٍ

يَتَجَلَّى كَأَنْجُمٍ وَمُزُونِ

أَنْتَ سِحْرٌ وَلَذَّةٌ وَارْتِحَالٌ

فِي غَيَابَاتِ أَحْرُفٍ وَفُنُونِ

يَا نَدِيمٌ بِكَ النَّدِيمُ يُنَاجِي

سَكْرَةَ الأُنْسِ وَالسَّلاَمِ الْهَتُونِ

كَمْ تَجَلَّيْتَ فِي مَسَارِبِ رُوحِي

وَشَرِبْتَ الرَّحِيقَ.. رُوحَ فُتُونِي

وَتَسَلَّلْتَ فِي عُرُوقِ بَهَائِي

مِثْلَ نُورٍ مُخَلَّطٍ بِظُنُونِ

أَيُّهَا الشِّعْرُ أَنْتَ رُوحُ بَقَاءٍ

وَسُطُوعٌ وَهَيْنَمَاتُ حُزُونِ

أَنْتَ بِي غُنْوَةٌ وَبَوْحٌ تَلاَشَى

فِي ضُلُوعِ الْمُنَى.. ضُلُوعِ الْمَنُونِ!