شكوى

ثَائِرٌ حُزنِي ؛ وَ صَبري أَرقَـدَهْ !

لَيتَ شِعري ؛ أَيُّ قَهـرٍ جَـدّدَهْ ؟

أَيُّ حَـرْقٍ ضَـجَّ فيـه خافقـي

فَاشتَكَتْ مِنهُ مُنـايَ المُسهَـدَهْ ؟

يَصطَفِينِي ؛ ثُمَّ يَمضِـي مُرعِـداً

يَجتَبِي قَلْبًا هَوَى , مَـا أَحقَـدَهْ !

كانَ فِكْري سَاهِمـاً فِـي مَأمَـنٍ

وَ انطَوَى فِيـهِ جنـونٌ أَجهَـدَهْ

كانَ عُمْـري وَاقِفًـا فِـي هَـدأَةٍ

وَ استَبَدَّ البُـؤسُ لمّـا أَسجَـدَهْ

كانَ قَلبـي نَابِضـاً فـي نُضْـرةٍ

فَاعتَـراهُ اليَـأسُ حتَّـى أَفسَـدَهْ

كانَ هَمِّـي خَامِـداً فِـي سَكْنَـةٍ

فَاكتَـوَى مِنـهُ شُّعُـورٌ أَوقَـدَهْ

أَيُّهـا ذا الطَّيـفُ أَنَّـى زُرتَنِـي

قَيَّـدَ الظُّلْـمُ الهـوى مُـذْ زَرَّده

سَـاقَ أَحلامِـي إِلـى أكدارِهـا

يَا لَقَلـبٍ نَبضُـهُ قَـدْ أَرعَـدَهْ !

وَ انبَرَى فِـي خَاطِـري يَقتَاتُـهُ

وَيلُ سَعـدِي أَيُّ خَـوفٍ بَـدَّدَهْ ؟

قَدْ مَضَى لَيلِـي بَهِيمـاً عَاصِفًـا

وَ احتَوانِي الدَّمـعُ لَمَّـا هَدهَـدَهْ

فَاشتَكَتْ عَينايَ مِنْ مِلْحِ النَّـوَى

وَ اشتَكَى رِمْشُ الأمَانِـي إِثْمِـدَهْ

ضَاقَ صَدري مِن جُرُوحٍ قد شكت

لَيسَ يُجدِي الجُرحَ مَنْ قَدْ ضَمَّـدَهْ

خَادِعٌ زَيـفٌ لصَبـرِي مُـذْ بَـدَا

فِيـهِ عَجـزٌ بِالحِجـا قَـدْ أَكَّـدَهْ

يَـا لَشِعـرٍ حَرفُـهُ أَضنَـى بِـهِ

مَارِقٌ فَـوقَ العَنَـا قَـدْ وَسَّـدَهْ

قَدْ خَبَـا مِصباحُـهُ فِـي عُتْمَـةٍ

مِثلَ نَجمٍ فِي الدُّجَى قَدْ أَخْمَدَهْ