لأنها البرد والشباك

لأنَّها البَرْدُ

والشُّبَّاكُ

والجسَدُ الـمُلقَى على لهَبِ الأنْفاسِ

واللَّهَبُ

إذا شَكوتُ لهَا الحُمَّى التي وهَبَتْ

فإنَّما أحمدُ الدِّفءَ الذي تَهبُ

بي أُمَّةٌ من ضحايا حُسنِ طلعَتِها

وعاشقًا عاشقًا

في بابِها صُلِبُوا

تغيبُ

كلُّ أبٍ طفلٌ يصيحُ بها

وكلُّ طفلٍ يتيمٍ ثاكلٌ وأبُ

وحين ترجِعُ

لا يدرونَ كم ذهبَتْ عنهم

فما رجعوا عنها

ولا ذهبوا

وعندما ضيَّعَتْنِي

كِدتُ أبلُغُها

وعندما حِدتُ عنها كنتُ أقتَرِبُ

لأنها الآخِرُ الـمُفضي لأوَّلِهِ

أسعى إليها

وأقصى غايتِي التعَبُ

الـمَرأةُ الحدُّ بين الأزرَقَينِ

إذا زجاجةٌ أزرَقَاهَا

الكَشْفُ

والرِّيَبُ

على الحيادِ من المعنى وأوجههِ

تشِفُّ

حتى يُجَلِّي ماءَها العِنَبُ

والشِّعْرُ مِن غرَقِي فيها

إلى ظَمَئي لها

مسافةُ ما تُمحى وتنكَتِبُ

محجوبةٌ عن ضلوعٍ

دونهنَّ جرى قلبي إليها

بما لا تشتهي الحُجُبُ

المرأةُ الوعْدُ

حسبي مِن غَدِي امرأَةٌ وعْدٌ

أطيلُ بها عُمْرِي وأقتَضِبُ

باقٍ

لأفنيَ أسبابَ الحياةِ لَهَا

وأفنيَ الروحَ لو روحِي لها سبَبُ

وما بقائيَ

في دنيا تؤجِّلُها

إلا رحيلي الذي ما زِلتُ أرتقِبُ