ما الذي يبقى

ما الذي يبقى؟

ما الذي لا يبقى؟

غضَبُ الموجِ أم رجاءُ الغرقى؟

أين من فازَ كي نعزِّيه فينا؟

أين من ماتَ كي يُرِينا الحَقَّا؟

أكملَ التيهُ دورتين علينا

لم يجدنا

ولم نجد فيه خَرقا

أنقصَ الخوفُ من كرامةِ أهلي

قدرَ ما أنقصَ الردى من دمشقَ

لم نعد نعرف الهوانَ ولا الذلَّ

نسميهِما احترامًا وذوقا

فتقضَّلْ على جبيني تفضَّلْ

وافصد الفخرَ فيهِ عِرقًا عِرقا

هانت الرأسُ حين هان الذي فيها

فلا بأسَ أن تجزَّ الحَلْقا

هو أيضًا مدجَّنٌ وجبانٌ

كلما مسَّهُ النشيدُ ارمَقَّا

نغزته البنادقُ الإنجليزيَّةُ يومًا

فأفقدتهُ النطقَا

جسدي النذلُ

باعَ بالخبزِ حرِّيَّةَ روحي

وعن جروحي انشقَّا

وقُدامَى الرفاقِ

من ألبسوني زُرقةَ الفجرِ

لم يعودوا زُرقا

أتقصاهُم في الميادينِ

“ألقاهم كثيرًا لكنني لا ألقى”