آثرت أن تريح العصافير

سَافرت للبعيد

ولكنما عطرها

يتقافز

كالفرح الفاطمى ، ويهمى

على لفتات المكان

سافرت

وقيود محبتها

لم تزل فى معاصمنا

تتأرجح

تشعل فينا

الحنين إلى الأسر

توقظ أوهامنا

وتقود القوافل

والزورق المستحيل

إلى ضفة الأقحوان

تركت

فى الخيالات

أشياءها :

ضِحْكة العندليب

ابتسامة سوسنها

وهديل البنفسج

حين تدندن خطواتها

فى الممر إلى القلب

تنهيدة عذبة

دونما سبب

نقرات الأصابع

فوق الموائد

فضة خاتمها المتسربل بالورد

كرسيها الأخضر اللون

لثغة راءاتها الأجنبية

رمانها المتدلىَّ عفواً

على سور أحلامنا

واليمام الحبيس

بأقفاص سجانه المخملى

رنين أساورها

ساعة توقف الوقت

تلدغنا

بالعقارب

عند قدوم مواكبها الموسمية

بالفرْح والقمحِ

والقطف والوصفِ

والحَبِ

ذى العصفِ

والرَيَحَان …

سَافرت

لم تسافر

ولكنها أخذت عطلة

من مواجعنا

من دماءٍ تسح

على ظل أهدابها

من نشيجٍ

يسربهُ

صمتنا

من بكاء الأرائك

من عنفوان القصائد

تجرى

مُلوّحة

فى الفضاء

فيشتعل العنفوان

سَافرت ؟

لم تسافر

ولكنها آثَرَت

أن تريح العصافير

من غَزَلٍ

وتريح الربابات

من نزفها

وتريح الكمان