أرى شعراء الناس غيري كأنهم

أَرى شُعَراءَ الناسِ غَيري كَأَنَّهُم

بِمَكَّةَ قُطّانَ الحَمامِ الأَوالِفِ

عَجِبتُ لِقَومٍ إِن رَأَوني تَعَذَّروا

وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَجانِفِ

عَلَيَّ وَقَد كانوا يَخافونَ صَولَتي

وَيَرقَأُ بي فَيضُ العُيونِ الذَوارِفِ

وَأَفقَأُ صادَ الناظِرينِ وَتَلتَقي

إِلَيَّ هِجانُ المُحصَناتِ الطَرائِفِ

وَلَو كُنتُ أَخشى خالِداً أَن يَروعَني

لَطِرتُ بِوافٍ ريشُهُ غَيرَ جادِفِ

كَما طِرتُ مِن مِصرَي زِيادٍ وَإِنَّهُ

لَتَصرِفُ لي أَنيابُهُ بِالمَتالِفِ

وَما كُنتُ أَخشى أَن أَرى في مُخَيَّسٍ

قَصيرَ الخُطى أَمشي كَمَشيِ الرَواسِفِ

أَبيتُ تَطوفُ الزُطُّ حَولي بِجُلجُلٍ

عَلَيَّ رَقيبٌ مِنهُمُ كَالمُحالِفِ