إذا سومت للبأس أغشى صدورها

إِذا سَوَّمَت لِلبَأسِ أَغشى صُدورَها

أُسودٌ عَلَيها المَوتُ عادَتُها الهَصرُ

غَداةَ أَحَلَّت لِاِبنِ أَصرَمَ طَعنَةٌ

حُصَينٌ عَبيطاتِ السَدائِفِ وَالخَمرِ

بِها زَيَلَ اِبنُ الجَونِ مُلكاً وَسَلَّبَت

نِساءٌ عَلى اِبنِ الجَونِ جَدَّعَها الدَهرُ

خَرَجنَ حَريراتٍ وَأَبدَينَ مِجلَداً

وَجالَت عَلَيهُنَّ المُكَتَّبَةُ الصُفرُ

إِذا حَلَّتِ الخَرماءَ عَمروُ بنُ عامِرٍ

وَسالَت عَلَيها مِن مَناكِبِها بَكرِ

بِحَيٍّ جُلالٍ يَدفَعَ الضَيمَ عَنهُمُ

هَوادِرُ في الأَجوافِ لَيسَ لَها سَبرُ

رَأَيتُ تَميماً يَجهَشونَ إِلَيهِمُ

إِذا الحَربُ هَزَّتها كَتائِبُها الخُضرُ

وَإِن هَبَطَت أَرطى لُهابٍ ظَعينَةٌ

تَميمِيَّةٌ حَلَّت إِذا فَزِعَ النَفرُ

وَلَيسَ رَئيسٌ زارَ ضَبَّةَ مُخطِئاً

يَدَيهِ اِصفِرارٌ بِالأَسِنَّةِ أَو أَسرُ

يَهُزّونَ أَرماحاً طِوالاً مُتونُها

بِهِنَّ الغِنى يَومَ الوَقيعَةِ وَالفَقرُ

وَأَوثَقُ مالٍ عِندَ ضَبَّةَ بِالغِنى

إِذا اِحتَرَبَ الناسُ الإِباحَةُ وَالقَسرُ

وَكانَت إِذا لاقَت رَئيساً رِماحُهُم

عَلَيهِنَّ أَن يَبعَجنَ سُرَّتَهُ نَذرُ

وَزائِرَةٌ آباءَها بَعدَما اِلتَقَت

جَوانِحُها ما كانَ سيقَ لَها مَهرُ

إِذا ما اِبنُها لاقى أَخاها تَعاوَرا

عُيوناً مِنَ البَغضاءِ أَبصارُها خُزرُ

وَيَمنَعُها مِن أَن يَقولَ سَبِيَّةٌ

بَنونَ لَها مِن غَيرِ أُسرَتِها زُهرُ

فَما ضَرَّ إِهلاكُ الكَرائِمِ غالِباً

مِنَ المالِ إِذ وارى شَمائِلَهُ القَبرُ